loading

أظهر المعلومات

© Meshbak 2023
Saudi Arabia, Riyadh

الهوية الصوتية؟

تم نشره فبراير 29, 2024

من الأذن إلى القلب: كيف تؤثر علينا الهوية الصوتية؟

 

 

في تدوينة سابقة من تدوينات مشبك، بيّنا أن التواصل غريزة في بَني البشر، وكيف يؤثر على تصرفاتنا وعلاقتنا ببعض، ومن هنا أصبحت الشركات تؤنسن علاماتها التجارية، حتى وصل الأمر إلى الصوت!

 

كم مرة سمعت فيها أغنية أو لحن موسيقي أعادك إلى ذكريات تربطك بمكان أو زمن جميل، فانتعشت ذاكرتك بكل ما تحمله هذه اللحظة من شعور. أرأيت كيف عزز الصوت رسوخ هذه اللحظة في ذاكرتك؟ هكذا تريد أن ترسّخ الشركات علاماتها التجارية في ذهنك بكل طريقة ممكنة.

 

كيف صار للعلامات التجارية صوت؟

بعد أن صارت الهوية البصرية أمر ضروري لكل علامة تجارية، وبعد أن انتشر هذا الوعي في معظم العلامات في السوق، تطوّر الأمر حتى أصبحت العلامات التجارية تسعى لتمييز نفسها أكثر من خلال تكوين هوية صوتية لها، وهي ما يمكننا تعريفها في أبسط صورة، بأنها التعبير عن علامتك التجارية بصوت يعزز ارتباط عملائك بك.

 

بدأ الأمر مع ابتكار الراديو ليصبح خلال القرن العشرين المنصة الأولى لضخ الإعلانات، فكل شركة كانت تبدع في ابتكار أصوات ودندنات تحفر صورتها في أذهان الجمهور، ومع تطور الإعلام وظهور المنصات الرقمية، تنبّهت الشركات إلى قوة الصوت في خلق رابط متين من المشاعر والذكريات يربط بين العلامة التجارية والعملاء، حتى أصبحت الهوية الصوتية اليوم جزءًا أساسيًا من استراتيجية الهوية. ولا تنحصر الهوية الصوتية في الصوت المصاحب لظهور العلامة التجارية فقط، بل هي التجربة الصوتية الشاملة التي ترافق العلامة التجارية في جميع حالاتها وتواجدها في جميع المنصات.

 

من نغمة نوكيا المميزة إلى الآيفون، كيف تؤثر الهوية الصوتية على تجربة المستخدم؟

غاب حضور جوالات نوكيا القوي عن المشهد التقني، وبقيت نغمتها المميزة توقظ فينا مشاعر الحنين والذكريات الجميلة التي رافقت بدايات هبّة الجوالات في حياتنا اليومية. إنه الصوت الذي يعزز تجربة المستخدم ويملأها بالمشاعر والعواطف، ويحدد قراراتنا وردود أفعالنا كمستخدمين. صوت منصة شاهد مثلًا، أصبح مميزًا ويعطي مستخدمي المنصة شعورًا حماسيًا لعالم الترفيه الذي ينتظرهم.

إذن، الصوت جزء أساسي من هوية العلامة التجارية، وله دور محوري في تشكيل وعي المستخدم عن العلامة وتعزيز تجربته معها، وهذا تثبته دراسة نُشرت في مجلة أبحاث المستهلك، التي كشفت عن العلاقة بين تكرار صوت معين والإدراك البصري لدينا، كما أن عقولنا تستطيع تكوين رابط بين صوت معيّن وتربطه بحالة عاطفية معينة.

كل صوت يُحيي فينا شعورًا مختلفًا، فكل علامة تجارية تُصمم هويتها الشخصية بناءً على المشاعر التي تريد من المستخدم أن يتذكرها بها، سواء أكان شعور استرخاء، بهجة، حماس، إثارة. فالعلامات التجارية في مجال السيارات والرياضات المختلفة، تميل هويتها لأن تكون بطابع مثير وحماسي، مثل موسيقى سباقات الفورمولا 1، التي وطّنتها stc في نسخة السباقات في جدة فأعادت إنتاجها بطابع سعودي مُبهر.

كيف تبني هوية صوتية لعلامتك التجارية؟

بعد أن عرفت مدى تأثير الهوية الصوتية على المستخدم وتعزيز تجربته مع العلامة التجارية، سنخبرك الآن بعض الخطوات والنصائح لإعطاء علامتك التجارية صوتًا مميزًا:

١- ابحث عن أصوات العلامات التجارية المحيطة بك

حلّل أصوات العلامات التجارية التي تتقاطع مع مجالك، وراقب المشاعر التي أيقظتها داخلك حينما تسمعها، وحدد أفضل الأصوات التي تريد لهويتك الصوتية أن تكون مثلها.

٢- حدد نبرة صوت علامتك التجارية

قبل إنشاء هوية صوتية لعلامتك التجارية، لا بد أن يكون لديك أساس تنطلق منه، وهو الاستراتيجية الأساسية التي تتضمن الشخصية التواصلية، نبرة الصوت، والرسائل التي تريد نقلها لجمهورك عن علامتك التجارية. نبرة الصوت ستنعكس على الهوية الصوتية، فمثلًا إن كانت نبرة الصوت فخمة ورسمية، فستكون الهوية الصوتية لها ارتباط بلحن رسمي يعكس المشاعر المطلوبة والتي تعبّر عن هوية علامتك التجارية، أما إن كانت نبرة صوتك حيوية، فستكون الهوية الصوتية كذلك.

٣- جرّب أكثر من صوت

إنشاء الهوية الصوتية لن يتم بخطوة واحدة، عليك أن تنشئ أكثر من صوت بنماذج متعددة لتقيس أيهما أنسب لعلامتك التجارية. جرّب الصوت أكثر من مرة، واعرضه على مجموعة مُختارة تمثل جمهورك واسألهم عن مشاعرهم حين سمعوا الصوت، وما إن استطاعوا أن يخلقوا رابطًا بينه وبين علامتك التجارية.

٤-  البساطة حلوة

تذكّر أن جمهورك لديه ثوان معدودة ليسمع فيها صوت علامتك التجارية، فإن كان الصوت مُبالغ به أو يتضمن آلات موسيقية عديدة ومعقدة، لن يتذكره الجمهور ولن يلفت انتباهه من الأساس.

٥- اختر صوت يعلق في الذاكرة

كما تعلم، نحن نغرق في عالم من العلامات التجارية التي يتردد صدى أصواتها في ذاكرتنا، فاحرص حينما تبني هويتك الصوتية أن تكون مميزة ولها نغمة تعلق في ذاكرة جمهورك، وتستطيع فعل ذلك من خلال تكرار نغمة معيّنة. 

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى الهوية الصوتية؟

مع التقدم التقني الذي طال كل زاوية في عالمنا، أصبحت الشركات تستعين بأدوات تحليل متقدمة حتى تستطيع إنشاء صوت لعلامتها التجارية يناسب جمهورها ويلامس عواطفهم، وذلك بالاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي. كذلك حرصت بعض الشركات على توسيع أُفق استخدامها لهويتها الصوتية، فصممت منه تجربة غامرة تصاحب عملائها في نقاط التقائهم بالعلامة التجارية، سواء عند تصفحهم للموقع أو زيارة فروع الشركة، مثل موقع “ماستر كارد“.

 

سوقنا المحلي يزدهر بالهويات الصوتية المميزة

ازداد الوعي بالهوية الصوتية محليًا، فأصبحنا نرى العديد من الشركات تهتم بتصميم صوت متفرد يميز علامتها التجارية، ولعل من أوائل الشركات التي اهتمت بالهوية البصرية مجموعة stc، فكانت أول جهة تحصل على شهادة لعلامة تجارية صوتية من الهيئة السعودية للملكية الفكرية. من الشركات كذلك، شركة المراعي، وصوتها الذي يصاحب نهاية كل إعلان بنغمة مميزة. كذلك شركة أرامكو التي صممت هويتها الصوتية بدقة، بناءً على المشاعر والانطباعات التي تريد أن يتذكرها بها جمهورها، مثل مشاعر الإيجابية، والتفاؤل، والرؤية المستقبلية التي تتبناها أرامكو.

 

ومن أجمل الأمثلة كذلك، هوية يوم التأسيس الصوتية، فمنذ ظهورها الأول استطاعت أن تعلق في ذاكرتنا بنغمتها العميقة التي تحيي فينا شعور الحنين والانتماء.

 

هل ما زلت تتساءل عن أهمية الهوية الصوتية؟

ختامًا، وبعد أن أخذناك في رحلة لعالم الهوية الصوتية، دعنا نلخّص أهم المنافع التي ستضيفها الهوية الصوتية على هوية علامتك التجارية وتعزيز علاقتك بجمهورك:

  • الهوية الصوتية ترفع الوعي بعلامتك التجارية.
  • الهوية الصوتية تنقل قيَمك وتعزز وصول رسائلك لجمهورك.
  • الهوية الصوتية تميزك عن منافسيك.
  • الهوية الصوتية تقوّي علاقتك بجمهورك، وتذكّرهم بك.
  • الهوية الصوتية تعزز تجربة عميلك وتزيد رضاه.

 

المراجع:

1

2

3

4

5

, ,

meshbak_admin

0 تعليقات

اترك تعليقاً

قم بتنزيل هذا المستند
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني لتنزيل هذا المستند