loading

أظهر المعلومات

© Meshbak 2023
Saudi Arabia, Riyadh

ما أثر الترجمة في قطاع التسويق؟ |

تم نشره سبتمبر 27, 2023

الترجمة الإبداعية بين البلاغة والمعنى

الترجمة التحريرية بين البلاغة والمعنى

قد يواجهنا في حياتنا اليومية أو في العمل سوء تواصل ونفتقد المعنى ما بين النبرات والاستخدام الخاطئ للكلمات، أو حتى سوء فهم بعضنا للآخر، ومن الأرجح أن يحدث ذلك عند الترجمة من لغةٍ لأخرى. 

 

كي لا يضيع أحد منا في الترجمة، من الأفضل أن نتطرق في البداية لبعض المصطلحات ومعانيها: 

 

مصطلحات أساسية

الترجمة 

تتضمن الترجمة نقل نص مكتوب من لغة (اللغة المصدر) إلى لغة أخرى (اللغة الهدف) مع الاحتفاظ بالمعنى الأصلي واستخدام التعبيرات الصحيحة، بحيث يتلقى القارئ نفس المعلومات عند قراءة النص المترجم كما لو كان قد قرأ النص المصدر بذات المعنى وذات الأثر. مَهمة المترجمين هي التأكد من تضمين جميع المعلومات وأن الترجمة صحيحة نحويًا.

 

التعريب

يُطلق مصطلح التعريب في حالة نقل المحتوى إلى العربية ويركز على المفردات الأجنبية بحيث يتم نقلها إلى العربية بشكل يتلاءم مع خصائص اللغة العربية.

 

التوطين

تقليل الغرابة في النص الأجنبي، فيُكيّف النص لغويًا وثقافيًا كذلك حتى ينسجم مع ثقافة قرّاء النص الآخر، ويُستخدم أحيانًا لتجنب الصراعات مع الثقافة المحلية وإيجاد طابع مشترك. 

 

ترجمة إبداعية

تُستخدم الترجمة الإبداعية عادةً في النصوص الإعلانية مثل أسماء الحملات والرسائل التسويقية والشعارات اللفظية، فالتحدي الذي يواجهه المترجم في مثل هذه الحالات هو التقاط المعنى والرسالة بسياق اللغة الأساسية ونقلها بذات الأثر -دون الإخلال في معناها-. 

 

ضائع في الترجمة

هل سبق ومر عليك فيلم “ضائع في الترجمة“؟ لمن لم يسبق له مشاهدته هو فيلم تدور أحداثه حول مواضيع عديدة من أبرزها الصدمة الثقافية التي تصيبنا خارج نطاق راحة ثقافتنا عندما نتواصل  مع أحد لا يتحدث لغتنا والأصعب لا يشاركنا ثقافتنا.

 

يهمنا من هذا كله، الثقافة ومدى أهميتها التي لا بد للمترجم أن يعيها حينما ينقل نص من لغة إلى لغة أخرى، من هنا ظهرت أهمية الترجمة الإبداعية التي توظف كل استراتيجيات الترجمة حتى تُخرج لنا نصًا واضح المعاني ونستطيع الانتماء إليه، فليست مهمة الترجمة استبدال الكلمات من المعاجم كما يفعل البعض حينما يعتمد على ”جوجل“ دون مراجعة أو تنقيح. 

من تداعي أزمة الترجمة ”الجوجلية“ هي أن يخرج لنا جيلًا لا يجيد التحدث بتعابير لغته، بدءًا بإظهاره لكل الضمائر المستترة، وكتابته للضمائر المنفصلة رغم وجود الضمائر المتصلة، انتهاءً بمواساة الآخرين باستخدام جملة ”آسف لك“ و ”أتمنى تتخطى“، لينهي يومه المثالي في تتالي قتل اللغة العربية بمروره بمصنع الأيام وجملة ”صنعت يومي“.

 

كيف يُنقل المنتج عند ترجمته؟

ليس من السهل الوصول للترجمة المثلى، فلا يوجد إجابة صحيحة لأن كل شيء متغير حسب الجمهور المتلقي، ولكي نصل لأفضل نتيجة يحتاج المترجم أن يكون متمرسًا وملمًا إلمامًا عالميًا ومحليًا بثقافة اللغتين، فالشركات تقع في فخ شائك حينما تبدأ بالتوسع إلى أسواق جديدة، وذلك بالاعتماد على الترجمة الحرفية للحملات التسويقية. قد يبدو هذا منطقيًا وملائمًا، إلا أن النتيجة النهائية قد تكون بلا معنى أو ضعيفة الأثر في الثقافة الأخرى.

 

هذه الحالة من الحيرة في الترجمة قد تصيب أي أحد منا، فما الآلية المناسبة لضبط الترجمة الإبداعية؟ 

 

– أن يكون المترجم بليغًا في اللغة

يجب أن تدرك قبل الخوض في الترجمة وجوب فصاحتك وإيجادتك للنحو العربي وقواعد اللغة الأخرى، فبلاغتك واتساع خلفيتك في اللغتين ينصب في جودة ترجمتك في نهاية المطاف.

 

– السياق السياق السياق

قد تغمرك الكلمات في لحظة وتنسى فهم سياقها الأعم، لذا، من المهم إعادة قراءة ما كتبت وما راجعته مع ما قرأته في اللغة الأصل، والتأكد من وصول المعنى للمتلقي باللغة المترجمة، كذلك مجاراتك للسياق الاجتماعي والثقافي لدى اللغة الأخرى، مع المحافظة قدر الإمكان على إيصال المشاعر الموجودة في النص الأصلي. 

 

أمثلة لشركات نجحت في الترجمة الإبداعية لشعاراتها

زاجل 

لا تشيل هم وصلت

زاجل شركة تتخصص في مجال الشحن والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية. شعارها باللغة العربية: “لا تشيل هم وصلت”، صاغوه بالإنجليزية بطريقة واضحة ومباشرة: 

“YES, DELIVERED”.

 

غارنييه

شعر متغذي، يعني لون أروع

غارنييه شركة تجميل عالمية لها عدة منتجات من بينها منتج صبغة الشعر “كولور ناتشورال”، وشعارها المكتوب على عبوات المنتج وتعتمده في إعلاناتها “nurtured hair, better color”. نُقل الشعار إلى اللغة العربية بصياغة قريبة لكن باختيار كلمات قريبة من لسان الجمهور: “شعر متغذي، يعني لون أروع”، فلم تستخدم كلمة “أفضل” لترجمة “better”.

 

كوكاكولا

افتح تفرح

أشهر شعار لحملات كوكاكولا والذي أصبح مرتبط بها: “open happiness“، حين نقله إلى العربية لم يترجم بشكل حرفي “افتح السعادة”، بل صيغ بترجمة إبداعية حيث ينقل نفس الأثر بسجع جميل: “افتح تفرح”.

 

عند معرفتك التامة باللغتين التي تترجم منها وإليها، تستطيع تمييز التعابير والمرادفات وهي تترجم بشكلها المباشر، هادمةً جدار ثقافة اللغة، أحيانًا عدة يقع المترجم في فخ الخوف من تغيير المعنى حتى يبدأ بالترجمة المباشرة، وهذا سبب تكدس المكاتب بالكتب المترجمة الركيكة، فهو حافظ على المصطلحات الأصلية ولكن بالضرورة قتل المعنى والفحوى لهذا الكتاب، فأصبحت كلمات بلا معنى. 

 

قبل البدء بأي ترجمة لأي نص، لا بد من سؤال العميل عن هدف الترجمة، إن كانت لنص عادي لا يتضمن معان ثقافية أو تسويقية، أو لنص هدفه الأساسي التسويق وتقديم منتجات لثقافة جديدة. هنا تبرز أهمية توعية العميل بالترجمة الإبداعية ودورها في إيصال الرسالة التسويقية المقصودة بالحفاظ على نفس الأثر وإيضاح مدة العمل اللازمة، لأن الترجمة في هذه الحالة تتطلب جولات متعددة للوصول إلى نص يرتقي إلى ثقافة الجمهور المستهدف ويؤثر به.

, , , ,

meshbak_admin

0 تعليقات

اترك تعليقاً

قم بتنزيل هذا المستند
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني لتنزيل هذا المستند