loading

Show info

© Meshbak 2023
Saudi Arabia, Riyadh

Published March 20, 2025

رمضان، موسم تسويقي حيوي

هلّ هلال رمضان بالخير والبركة، جرّب تمشي الآن في الشوارع قبل أذان المغرب، وتتأمل كيف امتلأت الأماكن بروحانية رمضان، الزينات بأنوارها في كل مكان، وواجهات المحلات تتزيّن بعبارات «عرض خاص لشهر الخير» و «تسوّق الآن واحصل على هدية رمضانية»، والمخابز والمحلات تنشر روائح الكنافة والقطايف واللقيمات في الأجواء.

رمضان شهر للعبادة والتقوى، وأيضًا موسم تسويقي ذهبي؛ حيث تتغير عادات المستهلكين وتصبح الحملات الإعلانية أكثر دفئًا وإنسانية. لكن كيف يمكن للعلامات التجارية أن تستغل هذا الموسم بشكل أخلاقي وإبداعي في نفس الوقت؟

 

كيف تعكس شهر الخير في حملتك التسويقية؟

الهلال والفوانيس والمَدفع وحتى ألوان الذهبي والأخضر، كلها عناصر بصرية تذكرنا بروح رمضان، والشركات الناجحة لا تكتفي بوضع صورة فانوس في إعلانها، بل تدمج هذه العناصر في قصص مؤثرة تُشعِر المستهلك بدفء الشهر، مثل مشاهد اجتماع العائلة حول سفر الإفطار أو السحور، والمَشاهد الروحانية أوقات الصيام وصلاة التراويح والقيام، ولعل أفضل من يصوّر هذه المشاهد في إعلاناتها الرمضانية هي موبايلي. أما عن مشاركة العلامات التجارية الخاصة بالمأكولات والمشروبات، فإعلانات فيمتو هي ما يشعرنا بالانتماء للشهر الفضيل وأجواء لمة العائلة. أمازون أيضًا عكست أجمل مشاهد العطاء في حملة «سلة رمضان الخير» والتي تجمع أساسيات الطعام للسفرة الرمضانية وبمبلغ بسيط للتعبير عن روحانية الشهر وارتباطه بالعطاء والأخوة. 

كيف تغيّر الحملات التسويقية سلوك المستهلك في رمضان؟

يستهلك الناس في رمضان ما لا يستهلكونه في غيره من الشهور؛ بسبب كثرة العروض الخاصة والإعلانات العاطفية التي تلامس القلوب، فتجد المستهلك يميل إلى شراء ما لا يشتريه في الأيام العادية. 

هل لاحظت مثلاً كيف تزداد مبيعات المشروبات الرمضانية مثل قمر الدين والسوبيا، والمأكولات على السفرة الرمضانية مثل الشوربة والسمبوسة رغم غيابها طوال العام؟ هذا يعود إلى قوة التسويق العاطفي وربط المنتجات بمشاعر الحنين والتقاليد الاجتماعية في رمضان. وهذا ما اعتمد عليه تطبيق التوصيل «نينجا» في الترويج للشراء من التطبيق في رمضان وربطه بمنتجات فيمتو. 

تعزيز روح العطاء والعمل الخيري عند العميل

العلامات التجارية الذكية تستغل العاطفة في الشهر الفضيل وتدمجها مع المسؤولية الاجتماعية في تسويقها وتفاعلها مع جمهورها. ويُعد تقديم جزء من أرباح المبيعات للجمعيات الخيرية أو التبرع بوجبات الإفطار للمحتاجين من أنبل الأعمال الخيرية، ووسيلة فعّالة لبناء الولاء للعلامة التجارية. تطبيق «مرسول» طبّق حملة «كسوة فرح» للتبرعات في رمضان، كجزء من هوية العلامة التجارية وعطائها الإنساني، وقد حققت هذه الحملة رقم قياسي في موسوعة غينيس كأكبر حملة  لجمع الملابس؛ مما يعني أن نسبة العطاء والمشاركة في شهر الخير مختلفة عن بقية الشهور، وأيضًا ثقة العملاء وولائهم لشركة مرسول. 

هل يمكن للعروض الرمضانية أن تكون فرصة لتحسين تجربة عميلك؟

يزيد إنفاق 53% من العملاء في رمضان، وتقديم الخصومات والعروض المرتبطة بشهر الخير تمكّن العلامات التجارية من جعل التجربة الرمضانية أكثر سلاسة وسعادة للعملاء، فعلى سبيل المثال بعض المتاجر تتيح خدمات توصيل أسرع خلال رمضان، أو توفر مساحات لاستراحة المتسوقين وقت الإفطار، وبهذه اللمسات البسيطة تجعل العميل يشعر بالتقدير والراحة؛ مما يزيد من ولائه. مثل الخيام الرمضانية التي تقدمها الكثير من الفنادق، بحيث تكون مخصصة لوجبات الإفطار والسحور مع تقديم عروض خاصة ومميزة، وهذا يجعل النزلاء يشاركون في التسويق لها. 

 

الوقت الأنسب لاستغلال وقت الذروة بعد الإفطار

الوقت بعد الإفطار وحتى السحور هو «الساعات الذهبية» للتسويق في رمضان، خلال هذه الفترة يزداد النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون الناس أكثر استعدادًا للشراء بعد الإفطار. حملات الإعلانات الرقمية التي تستهدف هذه الأوقات تحقق نجاحًا مضاعفًا، تمامًا كما تفعل المتاجر التي تبقى مفتوحة حتى وقت متأخر.

كيف تستغل الشركات هذا الوقت؟

  • إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي: تُكثّف العلامات التجارية حملاتها الإعلانية خلال فترات الذروة بعد الإفطار، مستهدفة المنصات التي يزداد استخدامها في هذه الأوقات. 
  • العروض والخصومات المسائية: تقدم العديد من المتاجر الإلكترونية عروضًا وخصومات حصرية خلال الفترة المسائية لجذب المتسوقين.
  • توصيل الطعام المتأخر: نظرًا لإقبال الناس على تناول وجبات خفيفة بعد صلاة التراويح أو قبل السحور، تستفيد تطبيقات توصيل الطعام من هذا السلوك، فتطبيقات مثل «نعناع» و«هنقرستيشن» تقدم عروضًا خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة لتلبية احتياجات العملاء.
  • الإعلانات التلفزيونية والمسلسلات الرمضانية: تُعتبر الساعات الأولى بعد الإفطار وقت ذهبي لمشاهدة التلفاز، حيث تُعرض المسلسلات والبرامج الرمضانية المميزة. وتستطيع الشركات أن تستثمر في عرض إعلاناتها بعد الإفطار مباشرة، مستهدفة بذلك الجمهور المتابع للمسلسلات الرمضانية.

هل يمكن للشركات الصغيرة الاستفادة من هذا التوقيت؟

أكيد! يمكن للشركات الصغيرة استغلال هذه الفترة من خلال:

  • نشر محتوى تفاعلي: مشاركة منشورات أو قصص على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الإفطار لجذب الجمهور أو التفاعل معهم مباشرةً عبر البثوث المباشرة.
  • إطلاق عروض ليلية: تقديم خصومات أو عروض خاصة خلال الفترة المسائية لتحفيز المبيعات.
  • توفير خدمات التوصيل المسائي: لخدمة العملاء الذين يفضلون التسوق أو الطلب في ساعات متأخرة. 

 

أثر دمج التقاليد الرمضانية من مختلف الثقافات على حملتك التسويقية

رمضان يختلف في شكله وطقوسه من مكان لآخر، فكل دولة تحتفل به بطريقتها الخاصة. وبعض الشركات تنجح في مخاطبة الأسواق المختلفة عبر دمج عناصر محلية في حملاتها. مثلًا، بإمكانك إطلاق حملة رمضانية تستخدم فيها مشاهد من مدافع الإفطار من مناطق مختلفة، وموائد الإفطار العائلية في عدة عائلات، وفوانيس رمضان في الشوارع من مختلف الدول؛ مما يجعل علامتك التجارية تتواصل مع مختلف الثقافات بشكل عاطفي وعميق.

 

استراتيجيات للاستفادة من التقاليد الرمضانية في حملتك:

  • البحث والتعرف على التقاليد المحلية: قبل إطلاق حملة في منطقة معينة، ادرس التقاليد والطقوس الرمضانية المحلية لضمان تقديم محتوى ملائم ويتناسب مع طبيعة المجتمع المقصود.
  • التعاون مع مؤثرين محليين: العمل مع شخصيات مؤثرة محليًا يمكن أن يساعد في تقديم حملتك بطريقة تتماشى مع الثقافة المحلية والأجواء الرمضانية.
  • تخصيص المحتوى: إنشاء محتوى مخصص لكل منطقة، بحيث يعكس التقاليد والاحتفالات المحلية، يمكن أن يزيد من تأثير حملتك على الجمهور المستهدف بشكل أكبر.

من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن لعلامتك التجارية بناء جسور من الثقة والتواصل مع جمهورها المتنوّع خلال شهر رمضان المبارك.

 

ختامًا، رمضان موسم خير وفرصة للارتباط العاطفي مع الجمهور، الشركات التي تفهم رمضان بعمق وتربط علامتها التجارية بقيَم الشهر كالخير والتسامح والمشاركة؛ تنجح في تحقيق المبيعات، وفي بناء علاقة عميقة ومتينة مع عملائها. 

 

المصادر:

1

2

3

4

, , , , ,

Meshbak

قم بتنزيل هذا المستند
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني لتنزيل هذا المستند