loading

Show info

© Meshbak 2023
Saudi Arabia, Riyadh

Published July 28, 2025

5 تحولات ذهنية لتبنّي عقلية المسوّق المستكشف

نحنُ في زمنٍ لم تعد فيه الأساليب التقليدية قادرة على إثارة الدهشة، أصبحت الجرأة في التسويق لا تُقاس فقط بالميزانيات أو ضخامة الحملات، بل بقدرة العلامات التجارية على كسر القواعد، وتبنّي ما قد يبدو في الظاهر “غريبًا” أو “متناقضًا” حيث أصبح هو المعيار الجديد للتميّز.

في هذه التدوينة، نسلّط الضوء على خمسة جوانب أساسية توضّح كيف يمكن للخروج عن المألوف أن يتحوّل إلى أداة فعّالة في التسويق، بل إلى مدخلٍ للتميّز ومفتاحٍ لبناء روابط أقوى مع الجمهور.

التناقضات لا تضعف الرسالة بل تضاعف أثرها 

يعتبرُ الكثير أن التناقض هو علامة الضعف أو الفوضى، ولكن في التسويق، حين يُدار بحنكة، قد يتحوّل التناقض إلى مصدر للتميّز.

فعندما تتلاقى علامتان تنتميان لعوالم مختلفة كشراكة بين شركة أجهزة إلكترونية وعلامة متخصصة بالعناية بالبشرة يولد من هذا التصادم نوعٌ من الفضول. يتفاعل الجمهور بإعجاب ثم يبدأ رحلة البحث والفهم، وهنا تبدأ القصة الحقيقية.

التناقض في التسويق لا يقتصر على اختلاف المجالات فقط، بل له أنواع متعددة، منها:

  • تناقضات داخل العلامة التجارية نفسها، مثل الجمع بين الفخامة والبساطة.
  • تناقضات في السلوك التسويقي، كالتواصل الرسمي بأسلوب فكاهي.
  • تناقضات في التفاعل مع العملاء.
  • تناقضات بين ما تُعلنه الشركة وما تمارسه فعليًا.

الأثر الفعلي للتناقضات لا يأتي من خروجها عن المألوف فحسب، بل من الطريقة التي تُسرد بها كقصة متماسكة تنقل رسالة واضحة رغم تنوع عناصرها. وفي بيئة التسويق الرقمي المتسارعة والمزدحمة، يصبح من الضروري تقديم هذا النوع من الشراكات بشكل مدروس وفعّال لضمان وصول الرسالة بوضوح وتأثير.

في زمن التشبّع الرقمي: الخروج عن المألوف هو ما يرسخ في الذاكرة

نحن اليوم لا نعيش في عصر رقمي فحسب، بل في عصر التشبّع الرقمي، حيث تنهال علينا العديد من الرسائل التسويقية يوميًا، في وسط هذا الزحام، لا يظل في الذاكرة إلا ما يدهشنا ويكسر توقعاتنا. وهنا تبرز قيمة الشراكات غير المألوفة، ليس لأنها تثير الانتباه فقط، بل لأنها تخلق تجربة تسويقية تجعل الجمهور جزءًا من القصة. ومع ذلك، لا تُقاس فاعلية هذه الشراكات بمدى خروجها عن المألوف فقط، بل بمدى ارتباطها بأهداف واضحة مثل تعزيز الصورة الذهنية، أو الوصول إلى جمهور جديد، مستفيدة من أدوات التحليل التي يوفّرها التسويق الرقمي.

ولكن، هل يكفي أن تكون الحملة خارجة عن المألوف؟ لا، فالاختلاف بلا هدف يُصبح بلا أثر. وهنا ينتقل الحديث إلى محور مهم: كيف نحوّل هذه الشراكات غير التقليدية إلى مصدر حقيقي للتميّز. 

الخروج عن المألوف جوهر التميّز

لا يقتصر التميّز على مجرد مخالفة القواعد لجذب الانتباه، بل يقوم على فهم عميق للهوية والقيم التي تمثلها العلامة، ومن ثم التعبير عنها بأساليب مبتكرة وغير تقليدية. الشراكات الخارجة عن المألوف تنجح حين تعكس روح العلامة وتضيف بُعدًا جديدًا لشخصيتها، فتخلق بذلك تجربة متميزة يسهل تذكرها وربطها بالعلامة.

وبمرور الوقت، ومع تكرار هذا النوع من التعاونات بشكل مدروس، يمكن أن تصبح هذه الجرأة سمة مميزة لصوت العلامة التجارية، مما يعزّز مكانتها في السوق ويزيد من ارتباط الجمهور بها على المدى البعيد.

أمثلة على شراكات غير مألوفة:

  • أديداس × رغد الأحمد – مجموعة (سماء مزهرة):

    تعاونت أديداس مع الفنانة السعودية رغد الأحمد لإطلاق مجموعة مستوحاة من الزهور الصحراوية والنجوم، ضمّت قطعًا رياضية وأخرى محتشمة مثل العبايات والحجابات. هذا الدمج بين الرياضة والفن المحلي أعاد تقديم الملابس الرياضية بروح سعودية معاصرة.

  • مطعم A.O.K × سو ماتشا:

    في تعاون جمع بين مطبخ عالمي ومشروبات محلية، أطلق مطعم A.O.K بالرياض مشروبات ماتشا حصرية بنكهات مبتكرة مثل المانجو والياسمين. تجربة ذوقية أنيقة دمجت الهوية السعودية مع الفخامة العالمية.

هذه الأمثلة تؤكد أن الشراكات غير المتوقعة ليست مجرد مخاطرة، بل قد تكون استراتيجية مدروسة تُحدث فرقًا كبيرًا في السوق. 

الولاء يبدأ حين تُخالف التوقعات

لم يعد الولاء يُبنى فقط على جودة المنتج، بل على تجربة العلامة كاملة. الشراكات الخارجة عن المألوف، حين تكون مدروسة ومنسجمة مع هوية العلامة، تعكس جرأة وابتكارًا يُقدّره الجمهور. هذه الجرأة تزرع الثقة، وتخلق علاقة أعمق، تجعل من العميل جزءًا من القصة، لا مجرد مستهلك.

وهذا هو المفتاح الذي يفتح لنا الباب الأخير: فحين تنجح العلامة في كسب ثقة جمهورها عبر كسر التوقعات، تصبح أكثر استعدادًا لتوسيع آفاقها.   

تسويق يتخطى الحدود

في التسويق، من السهل أن نكرر ما نجح مع غيرنا. لكن العلامات التي تصنع بصمتها هي التي تجرؤ على تجربة أفكار جديدة، وتنفيذ شراكات خارجة عن المألوف.

ما كان يُعد مخاطرة في الأمس، أصبح اليوم مطلبًا للاستمرار، وما نراه اليوم من تحالفات غير مألوفة ليس مجرد تجربة، بل تغير تدريجي نحو كسر القيود التقليدية. هذه الشراكات غير المألوفة تفتح للعلامات أبوابًا لم يكن الوصول إليها ممكنًا عبر الطرق التسويقية التقليدية سواء من حيث الجمهور أو الثقافة أو حتى اللغة البصرية.

وهكذا، يتحول التسويق من ممارسة نمطية إلى فعل إبداعي، ومن نشاط تجاري إلى فن.

الابتكار وتجاوز المألوف يجعلان من الشراكات التسويقية أكثر من مجرد تعاون عادي، فهي تتحول إلى قوة تدفع العلامات التجارية نحو التميّز. هذه الشراكات تكسر الحواجز التقليدية، وتفتح آفاقًا جديدة للتواصل مع الجمهور، وتعزز الثقة والولاء بطرق لم تكن ممكنة من قبل. في عالم سريع التغير، يصبح التميّز حكرًا على من يجرؤ على التفكير خارج الصندوق واستخدام أدوات غير تقليدية في التسويق.

المصادر:

1

2

3

4

, , , , , ,

Meshbak

قم بتنزيل هذا المستند
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني لتنزيل هذا المستند