loading

أظهر المعلومات

© Meshbak 2023
Saudi Arabia, Riyadh

كيف لابداعك أن ينقذ الكوكب

تم نشره أغسطس 9, 2020

كيف لإبداعك أن ينقذ الكوكب؟

 

هل تساءلت يوماً كيف ننقذ الكوكب ونساهم بتحسينه كمبدعين؟ 

هل هناك قيمة مضافة لأفكارك كمبدع غير ماتفعله في عملك اليومي من تصاميم وأفكار إعلانية؟

مالذي يمكن للأفكار الإبداعية أن تفعله لتحسين الحياة؟

 

في مجال حياتنا كمبدعين دائمًآ ما نواجه هذا السؤال “إنت ايش سويت أصلاً للأرض” “كيف تصميمك يكون مفيد؟” و”ليش تتوقع أن اللي تسويه كمبدع مهم؟”

في هذه التدوينة نستعرض بعض الأمور التي ساعدت بإبداعها ونظرتها المختلفة تحسين الكوكب.

 

ماهو الإبداع؟ وكيف يكون؟ 

التعريف الأساسي للإبداع هو صنع شيء لم يتم صنعه من قبل. إذا كنت تقوم بنسخ شخص ما أو اتباع الإرشادات، فأنت لا تتصرف حقًا أو تفكر بشكل خلاّق.

 

اليوم ، نواجه تحديًا جديدًا..

 

العالم حالياً و كما اتضح، معرض للخطر.. منها ازدياد حرارة محيطاتنا، وتدمير النظم البيئية، وتغير المناخ مما يؤثر على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية. 

 

إذاً ماذا علينا أن نعمل وماهو الحل؟ وكيف نساعد أمنا الأرض لتكون بأفضل صورة ممكن للأجيال القادمة؟ 

كيف ننقذ العالم؟! 

 

لدينا في وقتنا الحالي العديد من الفرضيات حول ما المفترض علينا تغييره  والعديد من البرامج، والمؤسسات، والمنظمات الغير ربحية ومختبرات الأبحاث، والشركات الناشئة، التي تحاول أن تصنع الحلول لمواجهة هذه التحديات. 

 

ربما علينا أن نفكر في الأمر بشكل مختلف – ماذا لو – لم تكن الحضارة البشرية تتدهور ولم يكن المجال البيئي على وشك الانهيار؟ “ماذا لو” – لم يكن إنقاذ العالم قتالًا أو تضحية، ولكنه كان أعظم شكل فني لذلك؟ وفي هذا الشكل الفني، اكتشفت أن – أحد أهدافك في الحياة، وهديتك الفريدة، ودورك في نحت عالم جديد، كانت كلها نفس الشيء؟ من خلال الإبداع والفن.

 

نحن نقف عند حافة أعظم فصل لدينا حتى الآن.

 

فقط في حال كنت تدير عينيك وتعتقد أنه لا توجد طريقة “للإبداع” مثل الرسم بالألوان المائية يمكن أن تحارب أشياء خطيرة مثل الظلم أو الجوع، فأنت مخطئ. عملية الفن شئ معقد وحيث أنها الشرارة الأولى التي تقود نحو التغيير سواء للمجتمعات أو للأفراد٫ وقد قيل سابقاً أن عمق الإبداع يتداخل في علم الأعصاب حيث أنه يعمل كمحفز للسعادة البشرية. بدون الفن والإبداع لم توجد الحلول لأعصى المشاكل التي واجهت البشرية أو حتى لم يتم توثيق ثقافة المدن والحضارات السابقة.

لو نظرنا للمجتمعات وتطورها، لوجدنا أن أحد أهم مرتكزاتها هي الفن والإبداع والثقافة٫ قد تكون مبادرة صغيرة مثل الألوان أو الرسم على جدران الشوارع هي ماتجعل المجتمع ينبض بكل حيوية ويخلق مستقبل أفضل.

 

حسناً لعمل ذلك.. نحن بحاجة إلى اكتشاف وتجربة وابتكار – أشياء جديدة وأنماط حياة جديدة وتصميمات جديدة وأفكار جديدة – كل ذلك – لم يتم إنجازه من قبل. رؤيتك هي مخطط المستقبل وهي التي تحرك الناس وتحرك بداخلنا العنان للحلم. هذا هو السبب في أن خطاب مارتن لوثر كينغ “لدي حلم…” كان قوياً للغاية (نعم بسبب وقته وأهميته) ولكن أيضًا لأن الخطاب تم بناؤه من تصور للواقع المستقبلي الإيجابي.

 

لا يمكنك ببساطة تغيير العالم دون الدخول في عمل إبداعي وهذه العملية الإبداعية تشمل: 

١- الفكرة – وهي  تصور النماذج عقلياً والتفكير لما تريد تنفيذه وكيف يتم والنتيجة النهائية. 

٢-صنعها – وهي عكس هندسة الفكرة والنموذج الذهني إلى الواقع والقيام بكل الأشياء العملية، لإحياء هذا التصور.

 

ابدأ بالتساؤل وحاول صنع رؤية للمستقبل.. 

“إذا كنت فنانًا، وكان بحثي هو تغيير العالم، وكان لدي كل المواهب المتاحة لي – الموسيقى ، والرسم ، وأجهزة الكمبيوتر، والبناء، والروبوتات، والطبخ، وأي شيء – بدون قيود – ماذا سأفعل؟”

 

الحفاظ على البيئة في وقتنا الحاضر لم يعد يقتصر على إعادة تدوير الورق أو أخذ أكواب القهوة متعددة الاستخدام إلى مقهاك المفضل. ومع تكاثر المشاكل البيئية، ازداد الوعي، وازدادت الحلول لدى العديد من فئات المجتمع ومنهم المبتكرين و المصممين والمبدعين.

الكثير من الشركات والمصممين ابتكروا حلولًا غير تقليدية:  

  • تساهم في إعادة التدوير.
  • تقليل التأثير السلبي على الغلاف الجوي.
  • المساهمة في تحسين سلوك المستخدم  ليكون أقل ضررًا على البيئة.

 

هذه بعض من الامثلة التي ساهمت في مساعدة الكوكب بطريقة أو أخرى: 

 

١- ويل مارشال هو مهندس فضاء كان يحلم بتصوير الأرض بأكملها كل يوم! لمساعدة علماء المناخ وناشطي حماية الغابات والبيئة، كان بإمكانه أن يظل يعمل في وكالة ناسا على الأقمار الصناعية الكبيرة. لكن بدلاً من ذلك، اتخذ قرارًآ هائلاً، وقد قام مع شركائه ببناء قمر صناعي صغير محمول باليد في مرآبهم. عندها أطلقت شركتهم Planet ، المئات من هذه الأقمار الصناعية الصغيرة وخفيفة الوزن التي الآن تساعد علماء المناخ وناشطي حماية البيئة على رؤية ما يحدث على الأرض في الوقت الفعلي تقريبًا -يقول إنه يصنع سفن فضائية صغيرة لمساعدة سفينة الفضاء المفضلة لدينا وهي الأرض-.

٢- رون فينلي، وهو من خلفية صعبة في جنوب وسط لوس أنجلوس. كان لديه حلم في إخراج مجتمعه من الجريمة والفقر والجوع – عن طريق البستنة! كان بإمكانه أن يبقى ويراقب الأمور حول مجتمعه والمشاكل  ليشعر بالإحباط، ولكن بدلاً من ذلك، قام بعمل إبداعي هائل، وحول المساحات في أصعب الأحياء والأرصفة في لوس أنجلوس إلى حدائق طعام مجتمعية -وهو معروف الآن في جميع أنحاء العالم باسم “Gangsta Gardener”-. 

٣- على الرغم من أننا نميل إلى استخدام المصادر الرقمية للمعلومات في كثير من الأحيان أكثر من المصادر التقليدية هذه الأيام، لا يزال هناك أطنان من الورق تضيع كل يوم، لحل هذه المشكلة، اخترع مصمم ياباني يدعى يوشيناكا أونو ورقة “خضراء” قابلة للتحلل بنسبة 100٪ تحتوي على بذور نباتية. تم تبني هذا المفهوم من قبل صحيفة ماينيتشي من أجل الحفاظ على البيئة، ستحتاج فقط إلى دفن الورقة وسكب بعض الماء عليها وستتحول في النهاية إلى شجيرات جميلة مع مرور الوقت.

٤- “اقطع شجرة ، اقتل الحياة” من تصميم  لو كوك يو وجيجي لي (Y&R Malaysia)،

تبرز هذه الملصقات الحائزة على جوائز، والتي تم إنشاؤها لجمعية الطبيعة الماليزية، الآثار المدمرة لإزالة الغابات على الحياة البرية في الغابات الممطرة. تؤدي إزالة الغابات إلى تدمير الموارد الطبيعية والغذائية للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.

 

ابتكر المصممان لو كوك يو وجيجي لي مفاهيم الملصقات الجذابة هذه، والتي تستخدم الرسوم التوضيحية البسيطة ولوحة الألوان والحد الأدنى من الطباعة لربط صورة الشجرة التي يتم قطعها، مباشرة مع موت الحياة البرية التي تعيش في الغابة. في هذه العملية ، قاموا بربط الوعي بالقضية وشجعوا التبرعات لصالحها بخدمات الرسائل الإلكترونية. هذه التصاميم فازت بالميدالية البرونزية في مهرجان كان ليونز -Cannes Lions – والجائزة الفضية في حفل جوائز كليو  – Clio Awards -.

٥- برنامج فيوتشر.لووب من أديداس، بدأت أديداس عام ٢٠١٥ بالتعاون مع منظمة Parley For The Ocean بالإعلان عن مشروع أحذية مخصصة للجري، يتكون جزئها العلوي من خيوط محيوكة ومصنوعة كليًا من البلاستك وشباك الصيد المستخرجة من قاع البحار. صُممت هذه الأحذية ليعاد صنعها مجددًا مكونةً أحذية جديدة، قابلة لاعادة التدوير بشكل متكرر. حيث يتم صنعها باستخدام مادة واحدة فقط وبدون أي غراء أو مواد لاصقة لتثبيت القطع. الطريقة تكمن في إعادة تدوير الحذاء المستهلك. بعد أن  يتم استهلاك الحذاء، يعيدها المستخدم إلى أديداس، ثم تنتقل ليتم إعادة تصنيعها وتحويلها إلى خيوط يتم استخدامها لصناعة زوج الأحذية الجديدة.

بدأت المرحلة الأولى عام ٢٠١٩ عندما صممت أديداس ١١ مليون زوج من الأحذية تحتوي على البلاستيك والمخلفات الموجودة على الشواطئ المعاد تدويره.  وبدأ البرنامج التجريبي مع أكثر من ٢٠٠ مُجّرب حول العالم ليقوموا بتجربتها ثم إعادتها ليتم اعادة تصنيعها، وسيتم استخدام تقييمات المستخدمين لتطوير المرحلة القادمة، والتي يخطط طرحها في موسم ربيع/صيف عام ٢٠٢١

إذاً ماذا تنتظر، الآن الأمر مقتصر عليك.. فقط ما تحتاجه الخيال والعمل والتنفيذ لمحاولة تحسين الكوكب، توجد الكثير من المبادرات لبناء مجتمعات ومدن صديقة للبيئة وهي ما يعتبره الكثير المرحلة القادمة للمستقبل منها شركة فينسنت كاليبوت للهندسة المعمارية. ومازال لدينا الكثير للعمل عليه حيث أن المستفيد الأول من جميع مخرجات الطبيعة هم البشر، وقد تزداد الأوضاع سوءًا إن لم نبدأ بتحسين السلوكيات الاستهلاكية والانتاجية.

 

تعد هذه الابتكارات والمشاريع التجريبية  قطرات من بحر ما يتم تقديمه وابتكاره كل يوم للحد من  انتشار التلوث البيئي بكافة أنواعه والمساهمة في إعادة الخير للأرض، وما زلنا في بداية الطريق نحو التغيير. ولعل أول تغيير نحدثه في مكاتبنا هو التقليل من الهدر الورقي والاعتماد على الوسائل الرقمية.

 

 

المراجع:

, , , , , ,

meshbak_admin

0 تعليقات

اترك تعليقاً

قم بتنزيل هذا المستند
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني لتنزيل هذا المستند