Published April 9, 2025
العلامات التجارية والذكاء الاصطناعي
تتصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي في جوالك فتلاحظ وجود أدوات الذكاء الاصطناعي في كل تطبيق وكأنه جزء منها، فهل أصبح الذكاء الاصطناعي في المنصات الرقمية ضرورة مُلحة؟ نناقش في تدوينتنا المستقبل الرقمي للعلامات التجارية مع وجود وهيمنة الذكاء الاصطناعي.
صار الذكاء الاصطناعي (AI) في عالمنا اليوم جزء من استراتيجيات العلامات التجارية الرقمية، فهو يغيّر الطريقة التي تتفاعل بها الشركات مع عملائها، ويعزز من تخصيص الإعلانات، ويطرح تساؤلات حول الحدود الأخلاقية لاستخدامه، بالإضافة إلى تأثيره على توقعات العملاء وقيَمهم، كما يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة للإبداع في مجال الإعلانات.
الذكاء الاصطناعي وتفاعل العلامات التجارية مع العملاء
الذكاء الاصطناعي يمكّن العلامات التجارية من تحليل كميات هائلة من البيانات لفهم سلوك العملاء واحتياجاتهم. على سبيل المثال، تستخدم منصات التجارة الإلكترونية خوارزميات AI لتقديم توصيات مخصصة لكل مستخدم بناءً على تاريخ تصفحه وشرائه، وهذا يعزز من تجربة العميل ويزيد من احتمالية تكرار الشراء، ويُسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تفاعل العلامات التجارية مع العملاء من خلال:
- روبوتات الدردشة (Chatbots):
تستخدم العديد من الشركات روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم دعم فوري للعملاء على مدار الساعة. هذه الروبوتات قادرة على الإجابة عن الاستفسارات الشائعة وتوجيه العملاء، مما يحسن من تجربة المستخدم ويزيد من رضا العملاء.
- التحليلات الدقيقة:
يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بسلوكيات العملاء المستقبلية من خلال تحليل البيانات؛ مما يساعد العلامات التجارية على اتخاذ قرارات مستنيرة وتطوير استراتيجيات تسويقية أكثر فعالية.
- تحليل المشاعر:
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل تعليقات العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي والمراجعات لتحديد مشاعرهم تجاه العلامة التجارية؛ مما يسمح للشركات بالاستجابة بسرعة وفعالية لأي مشكلات أو تحسينات مطلوبة.
دور الذكاء الاصطناعي في تخصيص الإعلانات وإيصال الرسائل
من خلال تحليل البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء إعلانات مستهدفة تتناسب مع اهتمامات وسلوكيات العملاء. على سبيل المثال، تستخدم منصات مثل منصات فيسبوك وإكس التي تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات المستخدمين وسلوكياتهم على المنصة، مما يسمح بعرض إعلانات تتوافق مع اهتماماتهم الشخصية، وبالتالي زيادة فعالية الحملات الإعلانية. أيضًا منصة جوجل الإعلانية «Google Ads» تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات البحث والاهتمامات للمستخدمين، مما يمكّنها من توجيه الإعلانات إلى الجمهور الأكثر احتمالًا للتفاعل معها.
فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص الإعلانات:
- تحسين استهداف الجمهور: من خلال تحليل البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الجمهور الأنسب لكل إعلان؛ مما يزيد من احتمالية التفاعل والتحويل.
- زيادة فعالية الحملات الإعلانية: عند تقديم محتوى إعلاني يتناسب مع اهتمامات المستخدمين، تزداد فرص النجاح وتحقيق الأهداف التسويقية.
- توفير الوقت والجهد: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة عملية تحليل البيانات وتخصيص الإعلانات؛ مما يوفر على المسوقين الوقت والجهد المبذول في هذه المهام
هل هناك حدود وأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي؟
لا بد من وضع حدود أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتوجب على الشركات ضمان حماية خصوصية البيانات وتجنب التحيّز في الخوارزميات. مثلًا كشفت تقارير إعلامية أن شركة أمازون طوّرت نظام توظيف يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولكنه أظهر تحيّز ضد النساء، حيث كان النظام يقيّم السير الذاتية ويقلل من تصنيف المرشحات الإناث، مما أدى إلى تفضيل المرشحين الذكور؛ نتيجةً لذلك قررت أمازون إيقاف استخدام هذا النظام. يبرز لنا ذلك أهمية مراعاة الأخلاقيات والعدالة عند تطوير واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات حساسة مثل دراسة توجهات السوق الرقمية واهتمامات العملاء.
أثر الذكاء الاصطناعي على توقعات العملاء وقيَمهم
ارتفعت توقعات العملاء بشكل ملحوظ فيما يتعلق بتجاربهم مع العلامات التجارية، وذلك بسبب تزايد اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي، فلم يعد العملاء يكتفون بالخدمات التقليدية؛ بل يتطلعون إلى تجارب مخصصة وسلسة تلبي احتياجاتهم الفردية مثل:
- تخصيص التجربة: يتوقع العملاء أن تتعرف الشركات على تفضيلاتهم وتقدم عروضًا مناسبة لهم. تشير الإحصائيات إلى أن 85% من المستهلكين يفضّلون التعامل مع العلامات التجارية التي تقدم تجربة شخصية.
- الاستجابة الفورية: مع انتشار روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يتوقع العملاء الحصول على إجابات فورية لاستفساراتهم دون تأخير، وهذا ما يرفع من معايير الخدمة ويجبر الشركات على التكيّف مع هذه التوقعات المتزايدة.
- التفاعل المستمر: يتوقع العملاء تفاعل على مدار الساعة؛ مما يدفع الشركات إلى تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي لتلبية هذه الاحتياجات.
مع ارتفاع سقف توقعات العملاء أصبحت القيَم تتضمّن:
- السرعة والكفاءة: يُقدّر العملاء الاستجابات السريعة والفعّالة لمتطلباتهم.
- الشفافية والثقة: يتوقع العملاء أن تكون الشركات صادقة وشفافة في تعاملاتها، خاصة فيما يتعلق باستخدام بياناتهم الشخصية.
- الابتكار المستمر: يُفضل العملاء العلامات التجارية التي تتكيف مع التطورات وتتبنى التقنيات الحديثة لتقديم تجارب محسّنة ومبتكرة.
الذكاء الاصطناعي والإعلانات المبتكرة
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز ويقترح أفكار إعلانية مبتكرة وجديدة من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات وفهم اتجاهات السوق وسلوكيات المستهلكين، ويمكنه أيضًا تقديم رؤى وإلهامات تسهم في تطوير حملات إعلانية فعّالة.
أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء أفكار إعلانية مبتكرة:
- توليد المحتوى الإبداعي: تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد صور وملصقات إعلانية مبتكرة، بالإضافة إلى إنشاء رسوم توضيحية وتصاميم رقمية.
- تحليل اتجاهات السوق: يُساعد الذكاء الاصطناعي المبدعين على ابتكار أفكار إعلانية جديدة من خلال تحليل اتجاهات السوق ومعرفة ما يبحث عنه المستهلك، وتقديم أفكار تُلبي احتياجاته ورغباته بطريقة إبداعية وجذابة.
- تحليل المشاعر والتسويق العاطفي: يُركز الذكاء الاصطناعي على فهم وتفسير المشاعر والتعابير التي يعبر عنها العملاء، مما يساعد في إنشاء إعلانات تتفاعل مع الجمهور على مستوى عاطفي أعمق.
في الختام، يلعب الذكاء الاصطناعي دور حيوي في تشكيل مستقبل العلامات التجارية الرقمية من خلال استخدامه بحكمة ومسؤولية، يمكن للشركات تعزيز تفاعلها مع العملاء وتقديم تجارب مخصصة وفعّالة، وذلك بالتكيف مع متطلبات السوق الرقمية ومواكبة التطورات التقنية الحديثة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
المصادر
blog, marketing, التسويق, التسويق الرقمي, الذكاء الاصطناعي, مشبك