Published March 20, 2025
التسويق الأخضر، طريقك للنجاح
في عالمنا اليوم أصبحت الاستدامة ضرورة تفرض نفسها على المجتمع، وخاصة الشركات. لم يعد العملاء يبحثون عن المنتجات فحسب؛ بل يتطلّعون لعلامات تجارية تعكس قيَمهم وتشاركهم رؤيتهم لمستقبل أكثر استدامة. ومن هنا يأتي دور التسويق الأخضر أو التسويق البيئي الذي يُعنى بتسويق منتجك وتقديمه بطريقة تجعل العميل يشعر وكأنه يساهم في حماية الأرض من التلوّث والمخاطر البيئية.
في هذه التدوينة، سنتحدث عن كيفية دمج الاستدامة مع علامتك التجارية، وتأثير ذلك على علاقتك مع العملاء، واستراتيجيات عملية لتطبيق التسويق الأخضر بنجاح.
ربط الاستدامة بالعلامة التجارية: خطوة نحو المستقبل
هل فكرت في يوم أن تعكس علامتك التجارية ما تقدمه وما تمثّله أيضًا؟ العملاء اليوم يبحثون عن قيمة أعمق في المنتجات التي يشترونها، وعندما تقدّم علامتك التجارية التزام حقيقي تجاه البيئة؛ فإنك تكسب بذلك ثقتهم وولائهم.
في المملكة العربية السعودية، ومع رؤية 2030 التي تضع الاستدامة في صميم أولوياتها، أصبح ربط العلامة التجارية بالاستدامة فرصة ذهبية لتحقيق النجاح والتميز. شركة سابك مثلًا تُعد نموذجًا رائدًا في ربط الاستدامة بالعلامة التجارية، من خلال استثماراتها في إعادة تدوير البلاستيك ودعم مبادرات التشجير، واستطاعت أن تعزز مكانتها كشركة مسؤولة بيئيًا على المستوى العالمي.
دمج الاستدامة مع التزامات المسؤولية الاجتماعية للعلامات التجارية يعكس دعم حقيقي لقيَم المجتمع؛ مما يعزز ثقة العملاء ويجعلها شريك استراتيجي في بناء مستقبل مستدام.
التسويق الأخضر وأثره على سُمعة العلامة وولاء العملاء
تخيّل نفسك في متجر أمام خيارين: منتج عادي وآخر صديق للبيئة، بنفس الجودة والسعر. من الطبيعي أنك ستختار الخيار الأخضر، لأنك ستشعر بمجرد شرائه أنك جزء من الحل لمشكلة التلوث البيئي.
هذا بالضبط ما قامت عليه رؤية شركة السيارات الكهربائية السعودية الواعدة سير التي جعلت الاستدامة أساس العلامة التجارية وجوهرها وبناء سمعتها، وذلك بسعيها لتقليل الانبعاثات الكربونية التي تنتجها السيارات العادية وتقليل الضرر الناتج عنها على البيئة.
استراتيجيات تسويقية تدعم علامتك وتعزز الاستدامة
اجعل الاستدامة جزءًا من قصتك
الناس يحبون القصص التي تلهمهم، لذلك شاركهم رحلة منتجك من المواد الخام المستدامة إلى مراحل الإنتاج وحتى وصوله إليهم. كما فعلت دهانات سيجما في جعل الاستدامة جزء من قصتها والتزاماتها، حيث تلتزم سيجما بحماية الموارد الطبيعية ودعم القضايا البيئية والأخذ بعين الاعتبار جودة الهواء في تصنيع منتجاتها.
تعاون مع المنظمات البيئية
أظهِر التزامك تجاه البيئة عبر شراكات مع مؤسسات بيئية. على سبيل المثال، دعم بنك الجزيرة الاستدامة البيئية من خلال تعاونه مع جمعية وسم البيئية في حملة «صيانة البيئة عهد ووعد» التي سعَت لتنظيف المتنزهات الوطنية في منطقة عسير وحمايتها من التلوث، مما عزز من صورة البنك كعلامة صديقة للبيئة وداعمة للاستدامة.
كن شفافًا وصادقًا
عندما يتعلق الأمر بالتسويق الأخضر فالشفافية تعتبر ضرورة، لأن العملاء اليوم صاروا أكثر وعي من أي وقت مضى، ويستطيعون بسهولة التمييز بين من يقدم حلول بيئية حقيقية ومن يحاول استغلال الاستدامة كشعار تسويقي فقط. لهذا السبب، إذا كنت في بداية رحلتك نحو التحول الأخضر، لا تحاول التظاهر بالكمال أو تقديم وعود مبالغ فيها. ابدأ بمشاركة جمهورك الحقيقة كما هي، وأخبرهم بخططك المستقبلية وخطواتك التي تعمل عليها للوصول إلى الاستدامة. تُعد شركة أديداس مثال بارز على الشفافية في رحلتها نحو الاستدامة، ففي عام 2018، أعلنت الشركة عن خطتها لاستخدام البوليستر المعاد تدويره فقط في جميع منتجاتها بحلول عام 2024، مشيرة إلى أن البوليستر يشكل حوالي 50% من الخامات المستخدمة في منتجاتها، وأن التحول الكامل إلى المواد المعاد تدويرها ودعم البيئة والاستدامة يتطلب وقت نظرًا لحجم إنتاجها الكبير.
أخلاقيات التسويق الأخضر: التوازن بين الربح والمسؤولية البيئية
التسويق الأخضر التزام أخلاقي يتطلب أكثر من منتجات صديقة للبيئة، فهو يعكس التوازن بين الربح والمسؤولية الاجتماعية. الكثير من الشركات وقعت في فخ «Greenwashing» أي التظاهر بأنها صديقة للبيئة والترويج الكاذب للاستدامة دون الالتزام الفعلي بذلك.
من أنجح الشركات التي وازنت هذا الجانب هي أيكيا التي أظهرت أن التوازن بين الربح والمسؤولية البيئية هدف يمكن تحقيقه؛ حيث استخدمت مواد مستدامة وطرحت خطط لإعادة التدوير، وحققت الشركة بهذه الالتزامات أرباح ضخمة مع سمعة بيئية قوية.
كيف تجعل الاستدامة جزء من نجاحك؟
التسويق الأخضر فرصة ذهبية لتقديم منتج مستدام، مع دعم القيَم البيئية لدى العملاء، مما يعطيهم إحساس بالمشاركة في صنع الفرق في مشاكل البيئة والتلوث، تتبنى معظم تطبيقات التوصيل مثل نينجا ونون في الوقت الحالي الأكياس القماشية والورقية كجزء من دعم الاستدامة البيئية، والتقليل من مخاطر استهلاك الأكياس البلاستيكية التي تتسبب بأضرار بيئية كبيرة. شركة Nike أيضًا أظهرت كيف تتعدى الاستدامة كونها مجرد شعار، عبر منتجاتها ضمن سلسلة «Move to Zero» حيث التزمت بتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال إعادة التدوير وتقليل استهلاك البلاستيك في منتجاتها، وانتقلت بذلك من مجرد علامة تجارية إلى شريك مؤثر لمستقبلٍ أخضر.
في الختام، مستعد تكون «أخضر»؟
الاستدامة تترأس الاهتمامات والقيَم لدى المجتمعات، والتسويق الأخضر يعطيك فرصة لتمييز علامتك التجارية وتعزيز ولاء عملائك وتحقيق نجاح طويل الأمد، وتبنّيك للاستدامة كشعار وقيمة يُكسبك مكانة كبيرة لدى جمهورك.
المصادر:
blog, marketing, التسويق, التسويق الأخضر, التسويق الرقمي, مشبك