Published April 10, 2025

تعوّدنا منذ طفولتنا أن نتنافس في ساحات البيوت والمدارس على من يهزم الآخر في مبارياتٍ ودية، كانت حدود مرماها أكثر الأدوات بساطة. كبرنا ونحن نشجّع الفريق الفائز في مباريات كرة القدم إلى أن تشكّل مع مرور السنين ميولنا الرياضي وصار جزء من هويتنا، وأصبحنا نتنافس مع أهالينا وأصدقائنا على أيّ فريق سيفوز وستكون له الغَلبة في النهاية! 

جمهور المجال الرياضي من أكثر الجماهير ولاء لانتمائهم؛ لأن هذا الولاء اكتُسِب منذ سنوات الطفولة واستمر حتى تعمّق في نفوس المشجعين والجماهير. في هذه التدوينة نناقش معك كيف توظّف هذا الولاء باستخدام التسويق الرياضي وأبرز استراتيجياته وكيف يمكنك الترويج لعلامتك التجارية عبر الرياضة.

مفهوم التسويق الرياضي وأهميته

التسويق الرياضي هو استخدام الرياضة كوسيلة للترويج للمنتجات أو الخدمات، سواء كانت مرتبطة بالرياضة نفسها أو غير ذلك. يشمل هذا التسويق استثمار الأحداث الرياضية والأندية، أو حتى الرياضيين الفرديين أنفسهم لبناء علاقات قوية مع الجمهور.

تكمن أهمية التسويق الرياضي في قدرته على استهداف علامتك التجارية لجماهير ضخمة، حيث يُعد جمهور الرياضة من أكثر الفئات شغف وولاء لميولهم. وبفضل هذا الولاء، يمكن للعلامات التجارية تحقيق نمو كبير في مبيعاتها وبناء سمعة قوية من خلال الشراكات مع الكيانات الرياضية.

أنواع التسويق الرياضي واستراتيجياته

• التسويق المباشر عبر الرياضة: والذي يتمثّل في الترويج لمنتجات أو خدمات متعلقة بالرياضة، مثل الأدوات الرياضية أو الملابس الرياضية.

• التسويق غير المباشر باستخدام الرياضة: هنا تستخدم العلامات التجارية الرياضة كمنصة للترويج، مثل الإعلان أثناء المباريات أو رعاية الفرق الرياضية. 

استراتيجيات التسويق الرياضي الناجحة:

• رعاية الفرق والرياضيين: تُعتبر الرعاية من أفضل الطرق لتعزيز الوعي بالعلامة التجارية، حيث برز اسم شركة جاهز في الساحة الرياضية حين وقّعت الشركة عقد رعاية وشراكة مع نادي الهلال السعودي، ورعاية مركز الملك عبدالله المالي «كافد» أيضًا لنادي النصر السعودي، حيث يعتبر الدوري السعودي للمحترفين الآن من أقوى الدوريات المحلية والعالمية التي تحظى بشعبية جماهيرية واسعة تُمكّن الشركات والعلامات التجارية من تحقيق الأرباح والتوسع في انتشارها.

• الإعلانات أثناء البطولات: عبر الاستفادة من الأحداث الكبرى، مثل كأس العالم أو الأولمبياد، للوصول إلى جمهور عالمي، وذلك من خلال الإعلان في اللوحات الخاصة في الملاعب الرياضية، أو شاشات العرض وغيرها.

• التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي: مشاركة محتوى ملهم ومبتكر يجذب عشاق الرياضة، مثل مقاطع خلف الكواليس أو لقاءات مع اللاعبين ونجوم الرياضة المعروفين.

• تقديم تجارب حية: مثل تنظيم مسابقات أو فعاليات تمنح الجمهور تجربة قريبة من عالم الرياضة. ماراثون الرياض الدولي 2025 مثلًا، كان فرصة ذهبية للعلامات التجارية لرعايته والمشاركة فيه، حيث شارك فيه حوالي 40,000 متسابق وكان برعاية شركات كبرى مثل سابك ونيوم وروشن. 

تحديات وفرص التسويق الرياضي في العصر الرقمي

التحديات:

• التنافس الشديد: مع زيادة عدد العلامات التجارية التي تستثمر في الرياضة، يصبح من الصعب التميز؛ لذلك التفكير خارج الصندوق والابتكار في الساحة الرياضية هو طريقك للتميّز والتفرّد بين المنافسين. 
• التغيرات التكنولوجية السريعة: يحتاج المسوّقون إلى مواكبة أحدث التقنيات الرقمية لتجنب التأخر عن المنافسين، ويساعدهم في تحقيق ذلك التكيّف مع المتغيرات والترندات في المجال الرياضي والتسويقي. 

الفرص:

• التحليلات الرقمية: توفر البيانات الدقيقة فرصة لفهم الجمهور الرياضي بعمق واستهدافه بشكل أفضل.
• البث الرقمي للأحداث الرياضية: الوصول إلى جمهور أوسع من خلال المنصات الرقمية للبث المباشر مثل YouTube أو Twitch. 
• تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز: تقديم تجارب مبتكرة للجماهير باستخدام التقنيات الرقمية المتطورة، مثل تجربة حضور مباراة افتراضية باستخدام الواقع الافتراضي المعزز. 

كيف يمكن للعلامات التجارية الترويج عبر الرياضة؟

• اختيار الشراكات المناسبة: يجب أن تكون الشراكات مع الأندية أو الرياضيين متوافقة مع قيم العلامة التجارية والجمهور المستهدف، مثلًا شركة مرسول تعاقدت للشراكة مع ملعب جامعة الملك سعود، ليحمل الملعب اسمها «مرسول بارك» لموسمين رياضيين، حيث ساهم هذا التعاقد في التوسع والانتشار لاسم مرسول. أما الآن فيُعرف الملعب باسم «الأول بارك» لتعاقده مع البنك الأول ساب. 

• التفاعل مع الجمهور: استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قصص رياضية عالمية ملهمة وربطها بالعلامة التجارية، كقصص نجاح اللاعبين مثل محمد صلاح وكرستيانو رونالدو وأيضًا رياض محرز وخروجهم من المعاناة إلى العالمية والنجاح. 

• إنشاء محتوى رياضي مميز: إنتاج فيديوهات قصيرة أو حملات رقمية ترتبط بالرياضة وتجذب الجماهير.

• استخدام المؤثرين الرياضيين: يمكن التعاون مع نجوم الرياضة والمؤثرين للوصول إلى قاعدة جماهيرية أوسع. كما فعلت الكثير من الشركات خصوصًا في المواسم الوطنية أو الأعياد للتعاقد مع اللاعبين المؤثرين في الإعلانات التجارية، مثلًا «أروماتك» شركة متخصصة بأجهزة التعطير، تعاونت مع لاعب نادي الهلال السعودي روبن نيفيز للإعلان عن منتجاتها وبطابع قصصي مستلهم من رؤية الشركة وثقافتها؛ مما ساهم في نجاح الإعلان وانتشاره الواسع حيث حقّق في منصة يوتيوب فقط أكثر من 9 ملايين مشاهدة. 

ختامًا، الكُرة في ملعب علامتك التجارية 

حيث يُعد التسويق الرياضي أداة قوية تتيح للعلامات التجارية فرصة التميز في عالم مزدحم بالمنافسة. من خلال فهم التوجهات الحديثة وتبنّي استراتيجيات مبتكرة، يمكن للشركات تحقيق النجاح وبناء روابط قوية مع جمهورها المستهدف في المجال الرياضي الذي يعتبر قاعدة ضخمة تمتلك ولاء قوي. 

المصادر

1

2

3

4

blog, marketing, التسويق, التسويق الرقمي, التسويق الرياضي, الرياضة, مشبك